شاهد.. الرسالة التي خطت حروفها بماء الذهب لتكون جزء من التاريخ الحديث لليمن (تفاصيل الرسالة التي تلقاها اليوم "بن دغر")
اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن
ي رسالة صدق ووفاء، خطت حروفها بماء الذهب ، لتكون جزء من التاريخ الحديث لليمن ، وضع المهندس عمار ناصر عبدالله العولقي، وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة، النقاط على الحروف دون تعصب أو تزلف أو رياء،  وسرد بعض من مواقف المناضل الكبير الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء السابق، التي أنتصرت لليمن ( أرضاً  وإنساناً) . 
ولأهمية هذه الرسالة التي تلقاها رجل الدولة المخلص لشعبه ووطنه الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم ، من المهندس عمار العولقي، وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة، يعيد "المنارة نت " نشرها كما وردت : 
دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر 
تحية طيبة عطرة 
تحية وطنية خالصة 
قرأت مؤخراً مقالة انجليزية بعنوان (التاريخ لا يتعصب لأحد) هكذا هو التاريخ... بعد هدوء العواصف سيكتب كل شيء دون عواطف. 
 سيكتب الوقائع دون تعصب.. سيذكر ما حدث بالتفصيل.. 
تعلمون دولتكم أنه عندما غادر القاضي عبدالرحمن الإرياني مطار تعز متوجهاً نحو دمشق، لم يكن الشعب اليمني في تلك اللحظة منصفاً له بالدرجة التي أنصفه بها التاريخ لاحقاً. 
وكذلك كثير من الرجال الوطنيين المخلصين.. قد تلتبس الحقيقة على أناس كثير في غمرة اللحظة وقد يتم تشويش الوقائع العظمى واللحظات الحرجة بأمور جانبية أقل أهمية. 
ولكن التاريخ لن ينسى دكتورنا الغالي أنك كنت رئيس وزراء اليمن في أحلك الظروف، وأنك سعيت بكل جهد ودون كلل أن تغير واقعنا وواقع بلدنا للأفضل. 
 لن ينسى التاريخ يا دكتور مواقفك الشجاعة تجاه الوطن وتجاه البلد المغلوب وشعبه الطيب. 
هناك من المواقف الوطنية المعلنة التي علمنا بها كأحداث يناير ٢٠١٧ في عدن وأحداث سقطرى لاحقاً، وهناك بكل تأكيد كم آخر من المواقف الوطنية البطولية التي نجهلها وكان من المصلحة الوطنية عدم إظهارها في حينه، ولكننا والأجيال القادمة نطالبك بتدوين كل شيء والكتابة بكل تجرد عن هذه المرحلة التاريخية. 
عزيزي الدكتور أحمد، عرفتك عن قرب وعملت معك لفترة قصيرة جداً في العام ٢٠١٤م عندما كنا نلتقي أسبوعيا في ملتقى إقليم حضرموت في فندق المارينا ضمن قيادات الاقليم ومنهم المرحوم عارف الزوكا وقد دعينا لمنزلك كذلك كذا مرة، وجدت في تلك اللقاءات المحدودة رجل وطني حضرمي جنوبي وقبل ذلك رجل يمني من طراز رفيع. 
وبعد توليك منصبك كرئيس الوزراء لم أحب أن أشغلك ولكن كنت دوماً أتابع مواقفك وحواراتك وخطاباتك ونشاطك، وكنت كغيري من أبناء اليمن، سعيد بتواجد رجل سياسي شجاع في موقعك. 
وكان مع كل موقف تقوده باحتراف تتعزز قناعتي وقناعات الملايين أن الوطن والأمانة العظمى بيد أشخاص وطنيين لن يفرطوا في الوطن ولا في شبر منه ويدركون حجم الأخطار المحيطة ببلدنا داخليا وخارجيا. 
لن أطيل دكتورنا الحبيب، التاريخ سينقل ما حدث.. سيكتب ما شاهد.. وكما قرأت وقرأ غيري من الباحثين في كتب التاريخ عن مواقف وطنية بطولية لرموز وقيادات يمنية في مطلع ومنتصف القرن الماضي.. كما أعدنا النظر في تقييمنا لكثير من زعامات البلد في العقود الماضية وأدركنا كم كانوا عظماء. 
 سيعرف أبناؤنا وأحفادنا دورك أيها البطل، سيقرأون في صفحات التاريخ عن دورك ومواقفك والظروف المحيطة بك، سيقرأون عن صمودك في معاشيق وعن شجاعتك وحنكتك في سقطرى. 
 سيقرأون دون عواطف وسيعرفون كل المصاعب والعراقيل التي وضعت أمامك من الصديق قبل العدو. 
وليس هناك أجمل لرجل الدولة من شيء سوى أن يترك إرثاً وطنياً خالصاً يتشرف به ويرضي به ضميره أمام الله.
لك كل التحية والحب والتقدير 
أخوك وإبنك م. عمار ناصر عبدالله العولقي 
وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة