ترامب ليس الأول.. تعرف على حكايات التنصيب الرئاسي في أمريكا

في تطور جديد، أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنه لن يحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن المقررة في 20 من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر (قبل وقف حسابه): "لكل من سألني.. أنا لن أحضر مراسم التنصيب في 20 يناير".

اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن

وفي أول رد فعل لبايدن على هذا الإعلان، قال الرئيس الأمريكي المنتخب إن تعليق ترامب بأنه لن يحضر مراسم تنصيبه كان أحد الأشياء القليلة التي اتفق عليها الرجلان على الإطلاق.


ويؤدي جو بايدن وكامالا هاريس اليمين ظهر يوم 20 يناير/ كانون الثاني كرئيس ونائبة رئيس للولايات المتحدة.


وتقام هذه المراسم تقليديا على سلم الكونغرس أمام منتزه "ناشونال مول".


وهكذا وقبل مغادرته البيت الأبيض، يضيف ترامب قصة جديدة إلى حكايات مراسم التنصيب المتعددة.


فما هي أبرز تلك الحكايات؟


مع تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة يكون قد أجري القسم 73 مرة من جانب 46 رئيس أمريكي وهذا الفارق العددي ناتج عن عاملين.. الأول أنه على الرئيس أن يؤدي اليمين في بداية كل ولاية حتى لو كانت ولاية ثانية، فضلا عن أن تولي المنصب قد يصادف أحيانا يوم الأحد ذلك أن 4 رؤساء هم هايز عام 1877، وويلسون في عام 1917 وأيزنهاور في عام 1957، وريغان في عام 1985 أدوا اليمين بصورة غير رسمية قبل الاحتفالات بيوم ثم أدوها ثانية يوم الاثنين.


كما أن تشستر آرثر أدى اليمين بصورة غير رسمية إثر وفاة الرئيس جيمس غارفيلد ثم أداه ثانية في الكونغرس بعد يومين وكان ذلك عام 1881.


وقد شهد التاريخ الكثير من التغييرات في حفلات التنصيب من حيث المكان والزمان والخطب ومواكب الاحتفالات وحضور الرؤساء السابقين لمراسم تنصيب من يخلفهم وغيرها.


ترامب ليس الأول

ويقول التاريخ إن دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يرفض حضور مراسم أداء يمين من يخلفه، فقد سبقه كل من جون آدامز وجون كوينسي آدامز وأندرو دونسون.

فجون آدمز، وهو ثاني رئيس للولايات المتحدة و تولي حكم البلاد في الفترة من 1797 إلى 1801، لم يحضر حفل تنصيب خلفه الرئيس توماس جيفرسون الذي خسر الانتخابات أمامه.

كما رفض جون كوينسي آدامز الرئيس السادس للولايات المتحدة، الذي حكم البلاد في الفترة من 1825 إلى 1828، حضور تنصيب خلفه الرئيس أندرو جاكسون.

وأما أندرو جونسون فقد كان أول رئيس أمريكي يقوم مجلس النواب بعزله من منصبه، وكان الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة، وتولى المنصب من عام 1865 إلى 1869، وقد تولى الرئاسة لأنه كان نائب الرئيس عندما تم اغتيال أبراهام لينكولن، وقد دخل في صراع مع الكونغرس الذي سحب منه الثقة، وقد رفض جونسون حضور مراسم تنصيب خلفه يوليسيس غرانت.

بين نيويورك وواشنطن

وكانت مراسم التنصيب قد أقيمت لأول مرة في مدينة نيويورك عام 1789 عندما أدى جورج واشنطن اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 30 ابريل / نيسان من ذلك العام، ثم انتقلت إلى فيلادلفيا عام 1793عندما أدى واشنطن القسم لفترة ثانية في 4 مارس/آذار من ذلك العام، وأول مرة أقيمت في العاصمة الأمريكية واشنطن كان ذلك في عام 1801 عندما أدى توماس جيفرسون القسم هناك.

وعلى مدى سنوات عديدة كان الجناح الشرقي في الكونغرس هو المكان المفضل لإقامة المراسم حتى جاء ريغان فنقلها إلى الجناح الغربي عام 1981 ليكون في اتجاه ولايته كاليفورنيا.

وحتى توقيت المراسم اختلف وأقيمت لأول مرة في 30 ابريل/نيسان من عام 1789 حيث كان الأمر يتطلب أسابيع عديدة لفرز أصوات الناخبين وسفر الرئيس المنتخب إلى العاصمة.

ومنذ عام 1937 اختير 20 يناير/كانون الثاني رسميا تاريخا ليوم التنصيب لتسريع عملية نقل السلطة.

أحداث خلال المراسم

ومن أبرز الأحداث التي شهدتها مراسم التنصيب ما حدث عام 1961 في حفل تنصيب جون كينيدي عندما اشتعلت النيران في المنصة الرئاسية بسبب ماس كهربائي ولكن تم إخمادها سريعا.

مايك بنس يعتزم حضور مراسم تنصيب بايدن

وقد تغير خطاب التنصيب نفسه، وقد كان أطول خطاب هو الذي ألقاه وليام هنري جيفرسون عام 1841 واستغرق 90 دقيقة وكان حوالي 9 آلاف كلمة.

وقد أدت حماسته ورفضه ارتداء قبعة ومعطف وإصراره على إلقاء الخطاب في الهواء الطلق في جو عاصف إلى إصابته بالتهاب رئوي ووفاته بعد شهر وكان أول رئيس يموت وهو في المنصب.

وأبرز مواكب الاحتفالات كانت في تنصيب دوايت ايزنهاور عام 1953 حيث شاركت 53 فرقة موسيقية وخيول وفيلة واستغرق استعراض الموكب 4 ساعات ونصف الساعة.

وكان حفل التنصيب الوحيد الذي جرى دون موكب عام 1829 خلال تنصيب أندرو جاكسون الذي ألغى هذا الاجراء بسبب حداده على زوجته راشيل.

وفي عام 1977 كان جيمي كارتر أول رئيس يسير على قدميه في طريق الاستعراض من مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض، ولكن الهواجس الأمنية لم تشجع على الاستمرار في هذا التقليد منذ ذلك الحين.

وتشير تقارير إلى ان موكب تنصيب بايدن سيكون افتراضيا، ولكن سيتم إجراء باقي المراسم مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي التي فرضها وباء فيروس كورونا.

وفي هذا الصدد قال بايدن "أعتقد أننا سنشهد احتفالا على المنصة، لكنني لا أعلم بالضبط كيف سيحدث الأمر، المهم هو الحفاظ على سلامة الناس".

وقالت اللجنة التي تخطط لحفل تنصيب بايدن ونائبته كاملا هاريس إنهما سيؤديان اليمين القانونية يوم 20 يناير/ كانون الثاني على سلم مبنى الكونغرس، لكن احتفالات التنصيب ستكون افتراضية بشكل كبير بسبب وباء كورونا.

وأشارت إلى أن الحضور في الحفل سيكون محدودا للغاية، وحثت الجمهور على تجنب الذهاب إلى واشنطن.

يذكر أن الحفل ينظم عادة على سلم مبنى الكونغرس أمام متنزه ناشونال مول حيث يتدفق كل 4 سنوات مئات الآلاف إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لمتابعة هذا الحفل.

موقع احتفالات التنصيب أمام الكونغرس

وستشهد مراسم التنصيب التي تجرى بعد أيام رقما قياسيا يرتبط بشخص الرئيس حيث سيكون بايدن، البالغ من العمر 78 عاما، هو أكبر رئيس في التاريخ الأمريكي، وهو رقم قياسي احتفظ به في السابق الرجل الذي هُزم مؤخرا، دونالد ترامب، البالغ من العمر 74 عاما.

دعوة الشعب

ورغم إلغائه الموكب حدادا على زوجته إلا أنه من أشهر احتفالات التنصيب ذلك الذي جرى بعد فوز أندرو جاكسون عام 1829 فقد قاد جاكسون حملته الانتخابية تحت شعار "زعيم للشعب كله" ومن ثم فقد دعا الشعب إلى البيت الأبيض للاحتفال بالتنصيب.

وعلى أثر ذلك جاء الشعب في جماعات كبيرة ووقف الناس بأحذيتهم الثقيلة على الأثاث في البيت الأبيض ليروا الرئيس وعندما حضر الطعام هجموا عليه وتشاجروا من أجله.

وقد اضطر جاكسون في النهاية إلى الفرار من إحدى النوافذ.

وقال البعض "إن الديمقراطية خرجت عن السيطرة"، في حين قال البعض الآخر "إن الشعب الأمريكي أخذته الحماسة ليس أكثر".

القسم

والعنصر الوحيد الذي لم يتغير في العملية هو القسم، وكان جورج واشنطن قد بدأ عادة وضع اليد على الكتاب المقدس حيث رأى أن عدم وجوده يفقد العملية مصداقيتها.

ويقول المؤرخون إن منظمي حفل تنصيب أول رئيس أميركي كانوا قد نسوا أن يجلبوا الكتاب المقدس الذي كان مخصصا لأداء القسم، ولهذا بحثوا عن أقرب كتاب مقدس

ويقول نص القسم الذي يتلوه الرئيس :أقسم "أقر" بأنني سوف أقوم بتنفيذ متطلبات منصب رئيس الولايات المتحدة بكل أمانة وسوف أقوم بما في وسعي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".

ويؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة الدستورية العليا ويعتبر هذا التقليد الوحيد الذي ينص عليه الدستور الأمريكي.

ولكن الدستور الأمريكي لا ينص على ضرورة أداء القسم على الكتاب المقدس، وفي عام 1825 استخدم جون كوينسي آدامز في حفل تنصيبه كتابا في القانون، بينما لم يلجأ تيودور روزفلت لأي كتاب في حفل تنصيبه عام 1902، واختار جون كينيدي، وهو أول رئيس كاثوليكي، يدخل البيت الأبيض، كتابه المقدس الخاص، كما اختار باراك أوباما الكتاب الذي وضع محرر العبيد أبرهام لينكولن يده عليه.

حقائق عن احتفالات التنصيب

عام 1801: أول مرة نشر فيها خطاب التنصيب وكان لتوماس جفرسون ونشرته صحيفة ناشيونال انتليجانس.

عام 1857: أول حفل تنصيب يتم تصويره وكان لجيمس بوكانان.

عام 1865: أول حفل تنصيب يشارك فيه الأفارقة الأمريكيون وكان لابراهام لينكولن.

عام 1897: أول حفل تنصيب يسجل بكاميرا سينمائية وكان لوليام ماكنلي.

عام 1909: أول حفل تنصيب تستخدم سيارة خلاله وكان لوليام تافت.

عام 1917: أول مرة تشارك نساء في حفلات التنصيب وكان لدى تنصيب ويدرو ويلسون.

عام 1925: أول حفل تنصيب تنقله الإذاعة لكالفين كوتيدج.

عام 1949: أول حفل تنصيب ينقل عبر التليفزيون لهاري ترومان.

عام 1953: أول حفل تنصيب تقام فيه مأدبة غداء في مبنى الكونغرس تكريما للرئيس بوجبات طعام تقدمها الولاية التي ينتمي إليها أيزنهاور .

عام 1963: أول تنصيب يؤدي على متن طائرة لليندون جونسون.

عام 1977: أول مرة يشارك ذوو الاحتياجات الخاصة وكان ذلك في حفل تنصيب كارتر.

عام 1997: أول مرة يبث حفل التنصيب على الانترنت وكان لبيل كلينتون.

عام 2001: أول مرة يحضر رئيس سابق حفل تنصيب ابنه عندما حضر جورج بوش الأب حفل تنصيب الابن.

خطب التنصيب

وهناك أقوال بارزة قيلت في خطب تنصيب الرؤساء الأمريكيين منها:

خطبة تنصيب ابراهام لينكولن عام 1865 :"دعونا نضمد جراح الأمة ونعنى بكل من قضى في تحمل أعباء المعركة ونعمل على سلام دائم بيننا".

خطبة تنصيب فرانكلين روزفلت عام 1933:"دعوني أؤكد إيماني الراسخ بأن الشيء الذي علينا أن نخافه هو الخوف ذاته". وذلك في تعليقه على الكساد العالمي.

خطبة تنصيب جون كيندي عام 1961:"لا تسألوا عما يمكن أن يفعله لكم بلدكم بل ما يمكن أن تفعلوه لبلدكم".

خطبة تنصيب بل كلينتون عام 1997:" إن أكبر تقدم يمكن ان نحققه يكمن في قلب الانسان فكل ثروات العالم وألف جيش وجيش لا تضارع في النهاية قوة الروح الإنسانية".

خطبة تنصيب باراك أوباما عام 2009: "الليلة أفكر فيما شهدته أمريكا عبر تاريخها من حزن وأمل، من نضال وإنجاز، لقد قيل لنا إننا لن نستطيع ولكن الشعب تمسك بالعقيدة الأمريكية.. نعم نستطيع".

خطبة تنصيب دونالد ترامب عام 2017: " إننا، ولعدة عقود، أثرينا قطاعات صناعية أجنبية على حساب الصناعة الأمريكية، ودعمنا جيوش بلدان أخرى في حين سمحنا باستنزاف جيشنا، ودافعنا عن حدود دول أخرى، بينما رفضنا الدفاع عن حدود بلادنا، لقد جعلنا دولا أخرى غنية في حين تبددت ثروة وقوة وثقة بلدنا، لكن ابتداء من اليوم ستكون أمريكا أولا".

بي بي سي