أرشيف اليمن السعيد
تلفاز الواقع

عبدالرحمن غيلان 

 

لعل تجربة المبارزة التلفزيونية بين بعض مرشحي الرئاسة في مصر والتي اهتمّ بها وشاهدها الملايين في العالم العربي والأجنبي تكشف جانباً مهماً في صدق الإنتماء للوطن والوصول بطريقة ناضجة وحصيفة للوفاق المجتمعي دون مبررات تأجيل لقضايا مباشرة وهامة تخص كل مواطن يسعى للخلاص . وكم أتمنى أن يتأثر المتحاورون في اليمن بهذه التجربة المصرية بدلاً من التقليد الدائم لكل ما هو سلبيّ .. على أن يقترح كل طرف في الحوار إسم ألمع من لديه في التحدث نيابة عنه ويتم انزال أسمائهم في الجريدة الرسمية لمدة شهر يتم خلاله اختيار ثلاثة مواطنين متحدثين من كل مديرية من مديريات الجمهورية يتحاورون فيما بينهم بكل ما من شأنه الإرتقاء بالمديرية أرضاً وإنساناً واستخلاص كل ذلك في جعبة أحدهم ليكون ممثلاً للمديرية بجوار قائمة المتحدثين من محافظته ثم الإكتفاء بعشرين ممثلاً لكل محافظة يتم اختيارهم وفقاً لقوة حجتهم وصدق انتمائهم للوطن .. ومن كل الأطراف المحظوظة أو المطمورة .. ليتم بعدها الإعلان الرسمي عن بدء الحوار العلنيّ أمام الشعب وبشكل مباشر بين ممثلي المحافظات ومن تم اختيارهم مسبقاً من رؤوس الأطراف المتحالفة والمتخاصمة ليكونوا في مواجهة واضحة مع الحكومة والشعب لمناقشة كل هموم الوطن جنوبه وشماله وشرقه وغربه للخروج بخلاصة حقيقية تكون فيها مصلحة الوطن هي الأسمى على كل مصلحة .. على أن يتم التوقيع قبل ذلك على وثيقة عقوبة لكل طرف يؤثر مصلحته الخاصة على مصلحة الوطن . فلا جدوى من حوار لا يقوم على مبدأ المكاشفة الصارخة .. فما بنا يكفي لأن ندخل في دوامة جديدة يستغلها الأوباش من الداخل والخارج .. ويدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره . غير أني لا أثق بالكهرباء وهي المحك هنا في ايصال صوت المتحاورين لعامة الشعب من خلال شاشات التلفاز .. وأعتقد وقتها سنكتشف حجم المحبة للوطن من عدمها في الطرف الذي سيصون الكهرباء أو سيفسدها .. طالما وهي تمثّل حينها الفرصة الذهبية للمصارحة الموصِلة للمصالحة على أكمل وجه . [email protected] 

مقالات أخرى