سمية الفقيه
الحب في زمن الرصاص

 
ما ابعد الوطن اليوم عن مسمى الحب والتسامح في حاضر غلبت عليه احقاد الرصاص وضغائن القنابل وكراهية الاخوة الاعداء وطغت مساحات التشرذم على مسافات الوفاق.
 
 قالوا في كل بلاد الدنيا هناك عيد حب يزين النفس البشرية ويجعل من الناس في مأمن من القبح وفي وطني تغتالنا رصاصات المكر والمؤامرات ..ندعي الفرح وندعي بان الحب مازال له جمهور   يصفق له بينما كل شئ صوري حد الاسى وشكلي حد الالم ونقول بألسنتنا ما لا تكنه اعماقنا من نزف جارف. نبحث عن بقايا انسنة على زجاج الفاترينات وابواب المحال التجارية وجدران الاسواق المصبوغة باللون الاحمر وبالقلوب القانية الحمرة.نحاول ان نتبع ملامحنا اللاهثة علنا نجد طمأنينة حتى ولو زائفة على ارصفة الحب الضرير..                         
 
بين الحب والرصاصة شتان في المدلول والمعنى ..لكنه الحب حين يأتي وقت تصبح الرصاصة فريضة.والقنبلة فريضة والاحزمة النازفة تصبح مهرجانا يحصد العابرين لمدائن القتل المزمن.
 
الحب في زمن الرصاص محظ أحجية تبحث في ثنايا الوجع عن من يقُد إزار الاحجيات الماجنة.
        
الحب في زمن الرصاص طلسمات كمن يبذر في عصف الريح بعضا من رماد الهواجس .
 
الحب في بلد السلاح, درب من خيال ورصيف من محال وملجأ من وهم يضم كل محبطي هذا الوطن الخرافة, من لازالوا يحلمون برسم نجمة في وحل وطين.
 
الحب في وطن المتاريس العنيدة ,محبرة تنزف وقلم, يرجف واهتراء لكلمات ترثي انسنتنا البائدة وكرامتنا المنذورة لسجن السجان وسيف السلطان حيث الرصاصة تسبقنا إلى حيث الروح تشرع في تهيئة لحدها الأبدي.
 
الحب في زمن القذيفة, جاهلية تئد الوردة بعد أن تتفتح ,وتهيل على رؤسنا التراب ومازلنا احياء في صمت مقبرة كبيرة تدعي وطن.
 
الحب في زمن الرصاص مثوى, ولحد ,في حاضر ماعاد يؤمن بسوى تأطير العصبيات وبروزة العنف والبطش وتجميل التفرقة والتمزق والسعي فوق نعوش البؤساء.
 
ليت الذين يصفقون بيد وفي اليد الاخرى يحملون رؤوسنا على زند المقاصل وفوق زناد البواريد، عرفوا معنى ان نحب الوطن كنبض وريد.
 
 ليتهم وقبل ان يشنقوا رائحة الزهر ويغتالوا نكهة البن الاصيل ،تطهروا بالاخاء من قيح بغضهم والدسائس ،ومن فحيح الاحقاد والمكائد ومن سموم الشرور التي يطرزون بها خصر اليمن.
 
ليتهم قبل ان يذبحوا انسانيتنا بنيران سموم الارهاب والمذاهب يغسلون ادرانهم بسلسبيل الحب والتسامح علنا نخرج من نفق الظلمات ومن جب الغوايات التي مازالت تمزق فينا شر ممزق.
مقالات أخرى