صالح المنصوب
وداعاً أيها المناضل الوفي والوطني الزاهد

صدمت كثيرا ، وأنا أسمع الخبر المفاجئ و المؤلم ، وفاة الأستاذ يحي محمد أبو طالب أوجعني قلبي ودمع قلبي قبل عيني ، لم أتمالك نفسي أمام هول الفاجعة فقد تحولت مشاعري الى دموع منسكبة ، والكلمات تعجز عن وصف المشاعر عن رحيل المناضل الراحل ، الذي كنت معه في كثير من مراحل العمل قبل وأثناء ثورة فبراير ، لم تتغير مواقفة أو تتبدل وظل وفياً ومخلصاً لوطنه ولم يترك مبادئة.

اننا نشعر بالحزن الأكبر الذي يغمرنا ، لأننا ودعنا قائداً ومناضلاً ومعلماً وسياسي يعد رحيله خسارة للضالع. فقد كان الراحل مضحيا من أجل أهداف سامية ومبادئ عظيمة ،وغايات نبيلة ، ومن المخلصين الحقيقيين لوطنهم ولما قدمه لوطنه ومثله من سلوك وصفات هي سلوك المسلم المؤمن الذي يخشىء الرحمن . لم يسقط أمام المغريات والمناصب وظلت الصفات الطيبة تلازمة ولم يكترث للصفة أو المكانة ، نقيا زاهدا ، واقفا أمام الظلم وطوابير الفساد ، اذا ضاق به الحال لم ينحني لمغريات الحياة ، صدمت يوماً وأنا اتجول في سوق سناح الشهير أن أجد المعلم والمناضل يفترش السوق ويبيع القات في أحد الأيام ، فأدركت صفاء ونقاء الرجل الذي يجسد المبادئ الى أفعال ليواجه متاعب الحياة بكل عزة ورفعة متحديا كل مغريات الحياة. يحي ستبقى حيا في قلوب محبيك ، سأفقد تلك الابتسامة والتواضع والعمل من أجل البسطاء الكادحين ، سأفتقده في كل حين وأكثر فقدان لصوته المحاور وقلبة الطيب الذي يؤمن بالسلام . كان أصيلاً في زمن الزيف والتلون والتضليل والبهتان ، ثابت في زمن المتغيرات ، لم يسقط يوماًً من أجل فتات أو يجامل. أو ينحاز للظلم ، كان يصدح بالحق والحقيقة في وجه الفساد . ظل بسيطاً ومتواضعاً مكافحاً ، يحمل افكار ومبادئ لم بتخلى عنها يوما، كنت معه في حوارات اللقاء المشترك ، واثناء ثورة فبراير ، كان صلبا وشجاعا يتقدم الصفوف ، تعلمت منه الكثير في العمل السياسي والوطني . فقد توقف قلبه النابض بالحب للوطن والناس وهو يحلم بوطن العدالة الإجتماعية والمساواة ودولة القانون ، وطن يقودة الأخيار لا الأشرار . رحمك الله وأسكنك الجنة ، رحمك الله وجعلك في عليين . وداعاً من كل قلبي المكلوم بالحزن أيها المناضل الوفي والوطني الزاهد ، وعزائي لإنسان تجسدت فيه كل المبادئ والصفات الطيبة.ِ العزاء لأولاده وأسرتة وآل ابوطالب وجميع محبيه . إنا لله وإنا اليه راجعون.

مقالات أخرى