أ. محمد الدبعي
هزة قلم! هيا نرقص هوشلية


البرع هو الأبرز بين الرقصات الشعبية اليمنية (وتعني الخطو السريع والتقفاز)، وهي رقصة حربية تتكون من أربعة إيقاعات؛ الدسعة، الوسطى، السارع، و "الهوشلية". ويستخدمُ فيها عادة بعض الأسلحة مثل الجنبية (الخنجر)، والسيف والعصى، والبنادق والرشاشات الكلاشنيكوف.
وإلى ماقبل ثورة فبراير 2011 برزت في بعض المدن ظاهرة الطبالين والراقصين في الساحات، وخصوصا ميدان التحرير في صنعآء يؤدون رقصة البرع ويتجمهر حولهم الناس ثم يكافئونهم ببعض النقود.
أما اليوم فإن اليمن كلها تبترع على إيقاع الهوشلية، مدنها وقراها، نسآؤها ورجالها، شبابها وأطفالها، أحزاب وجماعات، هيئات وجمعيات، مشايخ دين وقبيلة، عسكريون ومدنيون ، سياسيون ومثقفون وأميون، تجار وباعة ومتسوقون من أجل الفتات من المال، فبارت الرقصة، وماعت البرعة ورخصت البضاعة، وهانت النفوس. الكل صار يرقص ويبترع ولكن ليس على نغمة الطبل وصوت المرفع، والإيقاع اليمني الأصيل، وإنما على مايشتهي الطبال الذي رباهم وأكلهم وشربهم، أو على رغبة من ابتزهم بعد أن ملأ جيوبهم. باعوا الدين، والإنسانية والضمير! باعوا الأخوة والمواطنة ووحدة الشعب والمصير. باعوا الشهامة والنخوة والكرامة والإزار، واستبدلوا عزة النفس بوضاعة الدرهم والريال والدولار، إلاااااا من رحم ربي منهم.
تتغيرحركات هوشليتهم، وتتلون ثيابهم وإزاراتهم (الثوب والعسيب، أو الثوب والغترة أو الشماغ، او الفانلة أبو بقرة والفوطة أوالمعوز، او بدلة الكوت والسروال، وأحيانا عاريا إلا ممايستر جزءه السفلي) على لون العملة، ومن يدفع أكثر وبالجملة.
وأول من شوه الرقصة والإيقاع، وصوت الطبل والمرفع، وأول من غير لبسه وجلده هو فاقد البصيرة وفاسد السريرة، عديم الأخلاق والضمير، الجحود الحسود، الكهنوتي السلالي الحقود، اللص الخائن، وبياع الوطن والمواطن، الهالك عفاش. فهو اول من دق على المرفع، ورقص رقصته العرجآء، والكل من بعده احتشط وابترع، على طريقة سيده وولي نعمته السنحاني، ثم بقيادة الملا، والسيد المهرج حوثجاني، وأصحاب السمو والإمارة، والصديق والرفيق في السفارة. فتاهت البرعة وضاعت، وتمزقت إيقاعاتها وماعت، وعمت الهوشلية كل أرجآء البلاد وشاعت.

وياليل دانة لا دان، ياليل وادانة
ياليل دانة لا دان يالله تخارجنا!

مقالات أخرى