سمية الفقيه
يا طارق إعقلها وتوكل.

 

 
ان تحدث عملية اغتيال بحجم استهداف رئيس فريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وهو يزور تعز  قبيل إفتتاح مكتب رئيسي للشؤون الإنسانية بالمحافظة فهذا يعني أن أيادٍ داخلية من المحافظة ،قبل ان تكون خارجية، لا تريد لتعز أن تستعيد مكانتها ولا أمنها ولا استقراراها.

وقبل ذلك ،ما حدث ويحدث دائمًا في مهرجانات الأعياد والحفلات المُبهجة للمواطنين داخل تعز،  من استهداف واضح وصريح من أيادٍ عابثه تسعى لجعل تعز دائمًا ملاذًا آمنًا لكل البلاطجه والمجرمين وساحة لفصيل واحد يتملكها بأفعاله الدنيئة، ويلغي تعز من أعلى قائمة قاموس الثقافة والعلم والتنوير.

ما يحدث الآن في تعز هي محاولة أخيرة للعبة سياسية قذرة يراد منها إيصال رسائل للاعب الدولي بأن الفصيل الفلاني لا زال مسيطر وحاضر ويستطيع زعزعة الأمن والاستقرار باي وقت ومن على دراجة نارية او  سيارة مُعكسة لا تحمل أرقام، وعبر أفراد لا يفقهون شيء، سوى تنفيذ أمر القتل.

في أواخر العام 2018م وبداية العام 2019م اندلعت المواجهات بين فصيلين مسلحين داخل تعز، حزب الإصلاح بغطاء الدولة من جهة، وجماعة أبو العباس من جهة اخرى، جمعتهم الجبهات في مواجهة الحوثيين وفرقتهم السلطة والتفرد بالحكم.

وبالعودة لتلك الحقبة من الزمن، فالمتابع لسلسة الأحداث في ذاك الوقت، يعرف أن جماعة أبو العباس لم تكن بذاك الضعف لتستسلم وتغادر مدينة تعز بتلك السرعة، لانه وبكل وضوح صدرت التوجيهات العُليا بناءً على اتفاقات سياسيه، بتسليم المدينة وحكمها لحزب الاصلاح، ولكن وكعادة الاخوان المسلمين في استغلال كل شيء  لصالحهم حتى لو كان الامر سيل من الدماء ،فاستغلت تلك التوجيهات لتقود معركة ضد شريكها بالجبهات ومقاومة الحوثيين لتُبرز قوتها الغير موجودة وتفتعل معركة لتُثبِت للمواطنين أنها الأقوى وانها ستُصفي كل من يقف ضدها، لتحصل بالنهايه على ما تريده وتسيطر على السلطة بتعز بناءً على ما رُسم لهم ولكن بطريقة الضعيف القوي.

فأمس واليوم  ما يحدث بتعز  سوى اتفاقات سياسيه من مبدأ استلم وسلم  لتكون الاتفاقات الجديدة والتي أفضت لتسليم السلطة والحكم بتعز لفصيل جديد يقوده العميد طارق  عفاش ، نائب رئيس المجلس الرئاسي قائد قوات حُراس الجمهورية ورئيس المكتب السياسي .
ولكن هذه المرة لاقت تلك التفاهمات والاتفاقات للرفض من احدى أجنحة الإخوان بتعز وهو الجناح المسلح داخل حزب الإصلاح ،الذي يرفض دخول قوات حُراس الجمهورية او غيرها لمحافظة تعز، لفرض الامن والاستقرار كما هو متفق عليه .

ومن خلال المتتبع للأحداث، خلال الفترة القليلة الماضية داخل مدينة تعز، فإنه يتضح للجميع عن كيفية التعامل المسؤول من قبل قوات حراس الجمهورية وقيادتها بعدم الانجرار خلف كل الاستفزازات التي حدثت داخل مدينة تعز من استهداف لفرع المكتب السياسي وبعدها الحوادث التي تستهدف قيادات منتميه للمكتب السياسي لتصل آخرها لتمزيق وحرق صور نائب رئيس المجلس الرئاسي الأعلى قائد قوات حراس الجمهورية رئيس المكتب السياسي، فكل تلك الاستفزازات تُلاقى دوما بحكمة واقتدار لادارة الوضع من قبل طارق عفاش ومن حوله.

إلا إننا اليوم في تعز  بلغ السيلُ الزُّبَى وتعبنا مما يحدث لمدينتنا وما يحدث بداخلها يحتم على طارق عفاش بصفته الرئاسية كنائب لرئيس المجلس الرئاسي أن يعقلها ويتوكل ويفرض السيطرة بقوة القانون وصلاحيات الدولة المخولة له.. فقد طفح الكيل واصبحنا نتعطش لشيء من الدولة واسترجاع لحقوق تعز ومواطنيها.

مقالات أخرى